اخر الأخبار

;

"إنما بعثت مُعَلِّمًا"


بقلم : ابراهيم دكاير
  لا احد يجادل إلا السفهاء اذا قلنا ان مكانة اصحاب العلم في الإسلام تأتي في المرتبة العليا، ويكفي دليلا على ذلك أن يحصر سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام- مهمته في العلم فيقول: "إنما بعثت مُعَلِّمًا" "ح.ض.".
    و لقد كثرت في السنوات الأخيرة الإساءة الى المعلمين والأساتذة، وقد اتهمهم الناس بأنهم غير مقدرين لمسؤوليتهم، وغير مكثرتين بما يتهدد التلاميذ -والوطن عموما- الله الله  !!!من أخطار في المستقبل المنظور وغير المنظور، نتيجة عدم تلقي التلاميذ الكم الواجب من المعارف، وقد آلمني كثيراً ما قرأته في الأسبوع الماضي من كثرة التهجم على "المعلمين" نتيجة مقطع الفيديو الذي اعتبر مهينا للطفلة و كأن "المعلم" ليس بشرا يخطأ و يصيب كباقي البشر، نعم فالأستاذ المعني ارتكب خطأ مهنيا و ليس جنائيا يستوجب العقوبة الادارية المنصوص عليها في قانون الوظيفة العمومية، لكن محاولة الثأتير على القضية و الحكم عليه دون اتباع المسطرة القانونية بالتهويل الاعلامي المفضوح و التعرض لشرف الأساتذة فهذا غير مقبول بالمرة.  
   و كان على هذه الجهات أن تهتم -أولا وأخيرا- بحال المعلمين والأساتذة، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، لأن المعلمين والأساتذة إذا أحسوا أنهم محل اهتمام، ولم تهضم حقوقهم أعطوا مجهودا أكبر، ونصحوا لتلاميذهم، وأقبلوا على العمل بصدور منشرحة، وبنفوس مبتهجة، وبمعنويات مرتفعة، أما إذا أدركوا أن حقوقهم المادية مهضومة، وأن قيمتهم المعنوية مكلومة فإنهم -ولو أجبروا على العمل- يعملون وحالهم النفسية سيئة، ولا يبذلون ما يجب عليهم أن يبذلوه من جهد، بل يقضون الوقت فقط، ولا يعنيهم أمر التلاميذ، فهموا أم لم يفهموا، استوعبوا الدروس أم لم يستوعبوا.
   ولأولئك عشاق المقارنة الذين يقارنون بين بلدنا هذا و بلدانهم تلك في كل ما يسيء الينا أقول إن المدرِّسون ( زعما المعلم أو الأستاذ ) في دولة فنلندا "العربية الشقيقة" كما قال "عادل امام" يختارون ما يريدون أن يدرسوه وكيف يدرسونه لتلاميذهم، نعن إنهم يجدون متعة في الاختيار و يستمتعون بالحرية في التعليم وكل ما في الأمر أنهم يحافظون ويتأكدون من سريان المعيار الحكومي على منهاهجهم و يرفضون المنهج المكتوب، كما أضحت نقابة المدرسين حجرَة عثرةٍ أمامَ أي توجهٍ يسعى و لو لإعادة النظر في المناهج و ما أدراك بكتابتها، عكس نقاباتنا الفاسدة التي لا يهمها سوى مصالحها و لا يعتبر عندها الاستاذ إلا كرقم و مصدر الاغتناء إما من اشتراكاته أو مما تجنيه  من عملية "الإتجار" به.
و في الأخير أقول إن شريحة كبيرة من مجتمعنا يفضلون، ويحترمون، ويكرمون إكراما كبيرا أولئك الذين ينهقون على شاشات التلفاز، و الراقصين و الراقصات، بل اكثر من ذلك يتبرعون عليهم بالأموال و "الكريمات" و غيرها من الامتيازات، وينزلونهم في الفنادق الخمسة نجوم في كل ربع المملكة الحبيبة، ويهينون المعلمين والأساتذة، وقد رأيناهم يُضْرَبون أمام تلاميذهم و لا أحد يحرك ساكنا.
"غير خْلِيوْ باباه غير المعلم هذاك"

إرسال تعليق

0 تعليقات