اخر الأخبار

;

ردا على صاحب مقال: كارثة وطنية اسمها..التعليم



محمد خويلتي :منذ صدور الاحصائيات حول الرخص الطبية لنساء ورجال التعليم وحتى قبلها تتكالب بعض الأقلام المحسوبة على الصحافة بمواضيع لا يمكن وصفها بالموضوعية فهي تعبر عن الحقد الدفين التي تكنه الصحافة الصفراء لهيئة التعليم وذلك لإتاحتها الفرصة لأفواه مبيوعة لا يهمها العمل الصحفي الجاد بقدر ما يهمها تموقعها في أعمدة تتيح المبيعات في الأكشاك لزبناء لا يهمهم من الخبر إلا الفضيحة... فقط سؤال واحد أوجهه لكاتب مقال (( كارثة وطنية اسمها ... التعليم)) هل كلفت نفسك عناء التقصي في خلفيات نشر هذه الاحصيائيات أم أنك تعتبر نفسك بوق لدعاية الغرض منها التغطية على ضعف في التسيير وانعدام الرؤى و ارتجالية في الأداء وهل تعلم أن هذه السنة بالذات هي أول سنة تسودها الضبابية في تسيير القطاع منذ فجر الاستقلال نظرا لغياب استراتيجية واضحة المعالم في القطاع... 
وهل تعلم سيدي أن هذه الأرقام على ضخامتها (وإن كنا نشكك فيها: نظرا لإدراجها لرخص الولادة وللرخص الطبية الطويلة الأمد الممنوحة لضحايا الأمراض الناتجة عن مزاولة المهنة كالامراض العقلية وأمراض السرطان) لا تساوي شيئا أمام عدد نساء ورجال التعليم.
وهل كلفت نفسك عناء البحث في قطاعات أخرى عن عدد أيام تغيب الموظفين فيها وهل الرؤساء المباشرين يقومون بدورهم في التبليغ عن موظفيهم بنزاهة كما يقوم نساء ورجال التعليم،لكي تتمكن من المقارنة والحكم بموضوعية

وهل كلفت نفسك عناء السؤال عن الموظفين الذين يغادرون مكاتبهم لارتشاف كأس قهوة في المقهى المجاور بينما ينتظر المواطن في طوابير لا حد لها؟
ثم ما معنى أن تشير إلى كثرة العطل هل قارنت بين العطل الممنوحة في فرنسا أو في تونس، إن فعلت ستجد أن المغرب بعيد عما تتخيله مفكرة (انقل/الصق) ولعلمك فالعطلة موجهة بالخصوص للتلميذ لا للأستاذ...
إن الفكر الموضوعي كان يقتضي أن تبحث في كل حيثيات الموضوع وحتى لو افترضنا جدلا أن هذه الأرقام صحيحة ألم تكلف نفسك عناء إيجاد العذر لهؤلاء الذين سهروا لكي تحمل اليوم القلم لتهاجمهم به، أليست هذه مهنة المتاعب، أتظن أنه من السهل تكوين أجيال وباستمرار.
لن نستغرب بعد اليوم من ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية مادام رواد الصحافة الانفعالية يقرأ لهم وينشر ولا يهمهم تبعات ما يكتبون على المواطن البسيط الذي يفتقد للتحليل.... سؤال أخير سيدي الفاضل من المستفيد من مثل مقالاتكم وما الهدف منها...الصحافة يجب أن تكون مواطنة...

إرسال تعليق

0 تعليقات