اخر الأخبار

;

الساعات الخصوصية …اقسى انواع العنف النفسي

ذ : م.  إهداء : إلى الأستاذ الذي …………………….كاد ان يكون رسولا . ملحوظة : كتب الكثير في موضوع الساعات الخصوصية وفي موضوع العنف في الوسط المدرسي ، واردت فقط- من خلال هذه الرسالة القصيرة ان انب هالا ان اخطر واقبح واقسى انواع العنف هو الذي يمارسه الاستاذ الذي يبتز تلامذته بل وينتقم من بعضهم لمجرد انهم غير قادرين على المساهمة في بناء منزله او شراء سيارته أو في أي مشروع من مشاريعه . لذلك جاء هذا المقال قصيرا على غير عادتي ، فمعذرة ،
يعرف الإقبال على الدروس الخصوصية مع انطلاق الموسم الدراسي إقبال منقطع النظير من طرف التلاميذ خصوصا المقبلين على الامتحانات الإشهادية، و قد انتشرت هده الظاهرة كالسرطان في جميع المستويات والشعب والأسلاك ، وارتفعت معها مصاريف الأسر التي تضطر للدفع لعدمي الضمير من الأساتذة الذين يمتهنون هذه الابتزاز لتحقيق الأرباح لبناء الدور ولشراء السيارات ولزيادة أرصدتهم في البنوك على حساب القراء من أبناء هذا الشعب ، الذين يعانون من أجل توفير مبالغ الدروس الخصوصية أثقلت كاهلهم بنفقات إضافية تفرغ جيوبهم لأنها صارت ضرورية لدى البعض وإجبارية لدى البعض الآخر خاصة بالنسبة لتلاميذ الطورين الإكمالي والثانوي ، يفرضون الأثمان الفاحشة كأسعار قد تصل إلى 1000 فأكثر شهريا مقابل بعض السويعات من الدروس. أو لنقل بكل صراحة مقابل بعض النقط .
ولم يقف بعض الأساتذة الجشعين والانتهازيين ، عند حد ابتزاز التلاميذ وفرض حضور الساعات الخصوصية بل تعداه إلى الانتقام المباشر والصريح من التلاميذ الذين لا يؤدون هذه الضريبة وذلك إما بتهميشهم في حصص الدرس والتشديد في تنقيطهم أو البحث عن أي مبرر مهما كان واهيا لحرمانهم من حضور الدروس، هؤلاء الأساتذة الذين تتبرأ منهم الأستاذية ويلعنهم الله في الدنيا وفي الآخرة لأنهم يأكلون أموال البسطاء بالباطل ولأنهم لا يقومون بواجباتهم أثناء الحصص الرسمية ويمنحون نقطا خيالية لزبنائهم تمكنهم من الحصول على درجات مشرفة ، وأي شرف ؟؟؟ ثم ينجحون بامتياز، ويا له من نجاح !!!!!! نجاح بنيانه على أسس مغشوشة ، وفي المقابل فإنهم يمنحون لكل من رفض المشاركة في اللعبة ، إما بسبب ضيق ذات اليد أو بسبب موقف بعض الأسر من هذه “المصيبة الكحلة “، يمنحونهم نقطة انتقامية تحكم عليهم بالتكرار أو الفصل بكل صلابة وبكل جرأة مقيتة ، وتقضي على أمالهم وأمانيهم في النجاح وفي ولوج المدارس والمعاهد العليا أسوة بأترابهم .
هذا هو اخطر انواع العنف الذي يمارس في الأوساط التربوية ، هذا هو العنف الحقيقي الذي يجب أن يتصدى له الجميع ، لأنه مهما كانت الظروف ومهما ساءت الأحوال الاجتماعية والمادية للأستاذ ومهما كبرت طموحاته في امتلاك عمارة أو فيلا أو سيارة فاخرة أو إرسال أبنائه للتعلم الدراسة في الخارج فلا يحق له أن يفك أزمته ويحل مشاكله ويضمن مستقبل أبنائه وبناته على حساب جيوب أبناء الشعب ،الضعفاء، الفقراء المحتاجين والمعوزين .
من أقبح أنواع العنف أن تعتبر التلميذ أيها الأستاذ الفاضل مجرد مشروع كيس من الإسمنت أو أجرة بناء أو حمولة من الطوب /لبريك او قطع غيار سيارة أو منحة شهرية تبعث بها إلى فلذات كبدك ،بذل تقديره كإنسان له احترامه وكيانه وشخصيته ، وإعداده باعتباره مشروع رجل المستقبل و أن تعقد عليه العزم للنهوض بهذه الأمة . وان تعمل جادا من اجل هذا الهدف السامي . وان تتمنى أن ترى مستقبله مشرقا تماما كما تتمناه لأبنائك من صلبك ….
ومن أقسى أنواع العنف عدم التعامل الفردي مع التلاميذ النوابغ وعدم تشجيعهم والأخذ بيد الأذكياء و مراعاة الفروق الفردية داخل الصف بذل التركيز على جوانب الضعف عند التلميذ والإمعان في تحقيره والحط من قدراته تمهيدا لتصريف بضاعة الساعات الخصوصية .
ومن أحط أنواع العنف إذلال التلميذ وإهانته وقمعه وعدم السماح له بإبداء رأيه لمجرد أنه ليس زبونا في سوق ساعاته الخصوصية .
وإذا كانت جروح العنف الجسدي تشفى وتنسى فان الجروح التي يخلفها العنف النفسي التي اشرنا إلى بعض أنواعها لا تلتئم أبدا وهي في اعتقادي سبب باقي أنواع العنف الأخرى .

إرسال تعليق

0 تعليقات