اخر الأخبار

;

لماذا هذه النقطة بالذات لاتدرج في بيانات النقابات ؟؟؟؟

أعلنت النقابات التعليمية و جميع التنسيقيات  و الأطر النقابية لباقي أطر الوزارة المفتشين و المدراء و المستشارين ....يوم غد إضرابا وطنيا ومما يثير الحماسة هذا التوحد في المواقف الذي على الأقل يبشر بخير ، ويدل على حياة الحس النضالي في الجسد التربوي بمختلف أطيافه و لعله فرصة ليراجع اطر التربية و التكوين مواقفهم الفئوية تجاه بعضهم البعض .إنه خروج من منطقة الأنا إلى منطقة النحن ... لكن أغلب المتتبعين يجمعون على عدم كفاية هذا اليوم اليتيم و عدم فعاليته اللهم إلا تهديدا لكل من سولت له نفسه أن يمس بأطر القطاع او الحاق أي ضرر بهم، و هو أيضا رسالة لمن يهمه الأمر أنه لا مفر من إعادة الإعتبار للأطر التربوية بعيدا عن المقاربات السياسية التي تتجه لإقبار المدرسة العمومية ...وهكذا فقد تعالت الأصوات في الشبكات الإجتماعية فهذا يمجد الإضراب و يراه فرصة للتوحد و اخر يخاف الإقتطاع فيعلن عدم اضرابه ، و الحق أن من يخاف الإقتطاع هو على حق إلى حد ما فلكل مسؤولياته و ظروفه العيب فقط بالمجاهرة بعدم الإضراب تطبيثا للهمم حتى لا يكون وحيدا في قراره أو هو من ناحية أخرى إرضاء لنزعة حزبية حمقاء توثر مصلحة القادة  الفاحشي الثراء على مصلحة القاعدة المسحوقة التي تقاتل الزمن لأجل الخبز.... وعلى ذكر الإقتطاع فالسؤال الذي يقفز إلى ذهن كل متتبع متيقد الذهن لما لا تطرح النقابات مطلب الحق في الإضراب كحق في بياناتها ، وقد يقول قائل أن الإضراب حق دستوري و غير ممنوع بالمرة ...اجيب هؤلاء لا يا سيدي الإضراب في المغرب ممنوع فاعتبار الإضراب غيابا هو منع للإضراب و قمع للحريات ، فالحكومة ابان بنكيران اقرت منع الإضراب دون أي قانون ينظم الإضراب وقد قال بنكيران لما سأله أحد الصحفيين ما هو أصعب وقت مررت به خلال رئاستك للحكومة ان اقراره للإقتطاع مقابل الإضراب كان أصعب وقت ، إذ أشار أنه كان ينتزر انتفاضة كبرى أو عصيانا او ... لكنه و على حد قوله ان الموظفين تفهموا الامر و شكرهم رغم أني أشك أنه كان يقصد أتباعه ممن حتى لو ذبحهم ما استنكروا الأمر ... الطامة الكبرى أن النقابات التزمت الصمت ولازالت ملتزمة الصمت وهذا ليس ضعفا بل تواطؤا و الأخطر أن هناك من النقابات من رحبت بالأمر .وسبب ذلك أن النقابات كانت جد منزعجة من زحف التنسيقيات و تكاثرها في ظل تراجع لدور النقابات خاصة بعدما حققته التنسقيات و تمكن مكاتبها من التفاوض مع الوزارة و انتزاع عدة مطالب .
وهكذا صمت الجميع و تم تجريد النقابات و الحركات النضالية عموما من حق الاضراب و تطبيق مسطرة الغيياب غير المشروع على المضربين بما في ذلك الاقتطاع و عدم احتساب يوم الاضراب في التقاعد بل وصل الامر بالحكومة أن أوصلت الاساتذة إلى المجالس التأديبية وتهديدهم بالعزل بالرسائل المضمونة وهكذا أصبحت الدولة تقرر ما تشاء في حق الشغيلة دون أي اكتراث لردة فعل الموظفين فانتقلت للتوظيف بالتعاقد و طرد من شاءت و عقاب من شاءت دون حسيب ولا رقيب ، فتكاثرت الإعتداءات على رجل التعليم دون رد فعل من الوزارة  ساهمت الوزارة في قضية أستاذ خريبكة بكسير صورة رجل التعليم و تحقيره فمدحت التلميذ الذي صور الأستاذ و ناصرت التلميذة رغم انها ظالمة ...فأصبح رجال التعليم يعيشون أحلك أيامهم .
لكن وبعد كل هذه الكوارث لم نرى يوما النقابات تورد في بلاغاتها استرجاع الحق في الإضراب و عدم الإقتطاع ، بل كل المطالب هي مطالب فئوية خالصة ، لكن مطلب حرية الإضراب غير وارد  حرية الإضراب التي هي سلاح النقابة في وجه وحشية الإدارة و تجبرها على الموظف البسيط ...اليوم الحكومة لا تهتم مهما كانت مدة الإضراب حتى لوكان عاما فبالعكس فالإضراب أصبح يضخ في خزينة الدولة مئات ملايين الدراهم بعد ان كان كابوسا يقض مضجع الحكومات السابقة و التي لم تتجرأ على المس بحق من حقوق الشغيلة ...و بالتالي أصبحت أيام الإضراب بردا وسلاما فالحكومة لا يهمها مصلحة التلميذ بقدر ما يهمها اجتجاج المواطن وضمان السلم الإجتماعي وبما أن أغلبية الاباء لا يهتمون بتمدرس أبنائهم فلا احد يستنكر عدم تجاوب الدولة مع اضرابات الشغيلة ، بل على العكس لكل يلوم الأستاذ "لا نتوما عزيز عليكم الاضراب ..." بل ما يثير المرارة ان البعض صفق لبنكيران عندما منع الإضراب ..اليوم المدرسة ستباع وستفرض الرسوم و من كان يضرب لأجل المدرسة العمومية تم قهره وهاهي المدرسة المغربية بأطر غير مكونة لا تنعم بالاستقرار النفسي و المادي و في الطريق لتنزيل باقي كوارث الميثاق الوطني للتربية و التكوين و منها رسوم التسجيل و الكل صامت ساكت يتفرج على خراب الخراب      

إرسال تعليق

0 تعليقات