اخر الأخبار

;

خدعة مشروع المؤسسة

         بقلم : مول الطباشير
    نزل بلمختار وحاشيته بقرار مشروع المؤسسة على رجال و نساء التعليم ، و استبشر بعض المغفلين من رجال التعليم خيرا بل و البعض اخذ يهلل و يصفق للمبادرة على اساس ان هذا المسمى مشروع المؤسسة هو نشاط جديد يهم تجويد التربية و التكوين بمؤسسات التعليم ، الا أن الحقيقة أن هذا المشروع هو من أكبر الخدع في التربية و التكوين . و الوزارة اليوم  تسابق الزمن من اجل انزاله قبل أن يستيقض رجال التعليم من سباتهم ، هذا إن استيقضوا بطبيعة الحال .
             فقد عرفت المؤسسات التعليمية مؤخرا عدة اجتماعات و تكوين لجان لتنزيل هذا المشروع وبلورته على أرض الواقع ةذلك تنفيذا للمذكرات الواردة في هذا الامر، و من خبث هؤلاء الذين كتبوا تلك المذكرة حاولوا أن يخفوا الحقيقة فجاء وصف مشروع المزعوم على شاكلة الالغاز حيت ذكروا مواصفاته ولم تتم الاشارة اليه صراحة ، و الحق أنهم لو اشاروا اليه صراحة لكانت التسمية "الدعم المدرسي" فلا يوجد مشروع في العالم بصفر درهم و يهدف الى تجويد تعلمات المتعلمين الا الدعم المدرسي . و من غرائب الصدف أن هذه المذكرة جاءة بعد أن نعت السيد الوزير الاساتذة بكونهم منعدمي الكفاءة وذلك دون خجل ولا استحياء فالسيد الوزير اليوم يريد من الاساتذة "منعدمي الكفاءة" أن يجودوا التعلمات إنه كما يقول المغاربة " الدخول و الخروج فالهضرة" .
          إن هذه الخطة الخبيثة غاية في الدهاء و المكر فبدل أن تأتي مذكرة صريحة تزيد ساعات العمل بالنسبة للأساتذة  جاءت المذكرة بهذه الصيغة أي ما يسمونه مشروع المؤسسة وذلك لعدة اعتبارات قانونية و امنية بالخصوص يمكن إجمالها فيمايلي:
أولا : أن هناك عائق قانوني يمنع السيد الوزير من اصدار مذكرة تطلب من السادة الاساتذة العمل اكثر مما حدده التشريع المدرسي منذ عقود و دون أي تغيير في النظام الأساسي وربما ستكون هذه من ضمن المستجدات في النظام القادم .
ثانيا : أن السيد الوزير يعلم أنه سيخلق جدلا كبرا اذا صارح العباد بنوياه و هو يعلم انه اضطهد رجال التعليم أكثر من أي وزير قبله فهو وزير المنع بامتياز ولم يترك شيئا إلا و منعه و هو الان بصدد منعهم من وقت فراغهم بل و انهاكم فخشي أن يستيقض رجال التعليم ونساؤه من سباتهم المزمن و يطالبوا بامور لا يحب هو ان يمنحهم اياها .
ثالثا : أن التصريح بتلك الزيادة في سيؤدي الي المطالبة بجعلها مؤداة عنها خاصة أنه لا يوجد في المغرب موظفون في أي قطاع يعملون مجانا وتطوعا اللهم الا اذا كانت هناك تحفيزات و أجور أما أن تكون مجانية فالامر شبه مستحيل.
        من خلال هذه الدوافع نعلم تمام العلم الان ان هناك مؤامرة خبيثة لرفع عدد ساعات المدرسين ، وهذا يندرج في سياسة الحكومة ككل من أجل قهر الاساتذة و الضغط عليهم لأنها تعرف جيدا انهم يعرفون حقيقتها بل و يمكن ان يقوموا بتعبئة مضادة نحوها
       فمتى سيقوم رجال التعليم ونساؤه من سباتهم و يتركوا قليلا أنانيتهم ليدافعوا عن حقوقهم التي تسحب منهم يوما عن يوم بلا حسيب ولا رقيب ؟

إرسال تعليق

0 تعليقات