اخر الأخبار

;

قولو العام زين


اتذكر اول لقاء موسع جمع المهتمين من طرف المجلس الأعلى للتعليم كان بعد ان تلقى المجلس رسالة من الملك محمد السادس حول السلوك المدني..
كان الجمع غفيرا في المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط ، حيث كانت العروض في الصباح، و في جلسة المساء كانت الورشات حول موضوعات محددة.
لقد اخترت أن اكون في ورشة البرامج و المناهج وكان مسيرها الرئيسي هو الاستاذ خرباش ، مدير التعليم الثانوي في الوزراة سابقا ، و صاحب المدرسة الخاصة في بني ملال ، و أحد قدماء الوزارة لمدة طويلة للغاية ...
افتتح الرجل النقاش وكنت أنتظر أن تتطرق كلمته للبرامج و المناهج ، لكن الرجل توقف عند نقطة وحيدة هي الرسالة الملكية حول السلوك المدني ، و هو يردد و يردد و يردد ويعيد ويكرر قائلا:
- نريد لجنة تنكب من الآن فصاعدا على السلوك المدني كي نعمل على إدخال مضامين كل ذلك في البرامج والمناهج ونعلن عن كتاب مدرسي جديد مع مطلع السنة الدراسية المقبلة.
تناول القوم الكلمة ، منهم المنافق ومنهم المتحمس و منهم المتردد .... و تناولت الكلمة كباقي ممن يرفضون الاستعجال في أمور التعليم و قلت للرجل :
- الشي خرباش ، السلوك المدني يرتبط بالقيم و لنا مواد كثيرة نسميها (آنذاك المواد الحاملة) ، فليس هناك من تخصص معرفي قد نسميه السلوك المدني غير ما تحيل عليه التربية المدنية نفسها ... و المنهاج ليس قطار نصف الليل، حيث كل ما نريده نضعه فيه لأننا نحبه و نرغب فيه ...
المنهاج الدراسي تصور عقلاني بدء من الروض إلى الباكالوريا ....
و هكذا بدأ النقاش من جديد و بدا أن التسرع ليس علامة على الطاعة و الولاء و تنفيذ التعليمات غير المكتوبة ، بل إنه يقتل التراكم و البناء المتأني و المفكر فيه .... و كانت خلاصة ورشتنا أسوأ الخلاصات لأنها لم تقدم أي شيء بالنظر إلى ما قرأه مقررو الورشات الأخرى....

إرسال تعليق

0 تعليقات