بالنسبة لكل من ب.بورديو وج. كلود باسرون Passerun، تعمل المدرسة على الإعلاء من شان شكل معين من الثقافة المردسية، شكل يتميز بالأناقة والمظهر الطبيعي .. إلا أن مختلف الطبقات الإجتماعية، لا توجد على مسافة موحدة إزاء هذه الثقافة، فالطبقات القريبة منها، تمرر لأبنائها رأسمالا ثقافيا وعددا من الإستعدادات متعلقة بالمدرسة وبالثقافة، تتيح لهم إمكانية النجاح المدرسي، وعلى العكس من ذلك، يلجأ أبناء الطبقات الفقيرة إلى ما يسمى بالإقصاء الذاتي من السباق، نظرا لافتقارهم لرأس المال الثقافي وللإستعدادات الضرورية، وبذلك تساهم المدرسة في إدامة بنية العلاقات الإجتماعية، أكثر من ذلك إنها تضفي عليها المشروعية من خلال إخفاء وظيفتها الإجتماعية وراء وظيفتها الثقافية، غير أن المدرسة تحتفظ، مع ذلك، باستقلالية نسبية، تسمح لها بإقناع الغير بانها ترتب الأطفال حسب معايير ثقافية وليس وفق معايير اجتماعية، وبأن هذا الترابت هو امر مشروع.
هناك تيار ثان في نظرية إعادة الإنتاج، ويجد جذوره في فكرة التمرير الإيديولوجي، والمفهوم الأساسي هنا، هو مفهوم الجهاز الإيديولوجي للدولة الذي طوره ل. التوسر Altthusser. أن كل مجتمع يجب ان ينتج لدى الشباب
الكفايات وقواعد السلوك التي تسمح لهم بشغل مكان مستقبلي ضمن التقسيم الإجتماعي للعمل ... إن المدرسة، بالنسبة لألتوسير هي الجهاز الإيديولوجي الأساسي للدولة الرأسمالية الحديثة.
وستؤثر أفكار ألتوسير على فرقين من علماء الإجتماع المطورين أيضا لنظرية إعادة الإنتاج، ففي فرنسا طور كل من س. بودلو Beaudelot و.ر. إستابليت Establet، نظرية "الشبكتين" في التمدرس، فهناك ادعاء بأن المدرسة موحدة، ولكنها، في الواقع، تعمل على التقسيم، وعلى توزيع الشباب بين شبكتين متعارضتين تعكس الفصل الرأسمالي بين العمل اليدوي والعمل الفكري، بين المستغلين والمستغلين: شبكة ابتدائية مهنية وشبكة ثانوية عالية.
أما في الولايات المتحدة، فقد مارست أفكار ألتوسير أيضا تأثيرات على نظرية "التطابق" التي طورها كل من S.Bowles س.بول، وH.Gintis جينتيس.
إن وظيفة المدرسة في مجتمع رأسمالي، كما ينظران إليهما، أدنى من أن تنتج معارف وقدرات معرفية وسلوكات تقنية، بل إنها تنتج مواقف وسلوكات وقيما... أي قوة عمل قادرة على الخضوع للمقتضيات الهرمية لنظام الإنتاج.
Bernard Charlot, In politique N°1 Juillet, Août, Sept, 1996, P.P. 67-74.
0 تعليقات
المرجو عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.