لم يتنفس الاساتذة المغلوبون على امرهم الصعداء ، من توقيع محاضر الخروج واجراءات اخر السنة التي تتطلب مجهودات جبارة حتى نزلت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بمباراة ولوج سلك تكوين اطر الادارة التربوية .و هي في الحقيقة مباراة غامضة عجيبة غريبة لا يعرف بابها من نوافذها، لا اطار المتخرجين من هذا السلك ولا مهام عملهم ولا حتى وضعيتهم الوظيفية و لهذا بالغ البعض في اجتهاداتهم و تحليلاتهم فهناك من يقول انها تهم اطر الادارة العاملين بالمراكز و اخرون يقولون انها مهمة مدير مؤسسة رغم ان المطبوع يشير بوضوح الى كلمتين هما "الادارة التربوية'' ورغم هذا يبقى الامر مجرد مفهوم مجرد لم تكلف الوزارة نفسها باصدار بيان تشرح فيه حيثيات الموضوع ، و رغم المناصب الهزيلة التي اعلن عنها لهذه المباراة الغامضة فقد تقدم الكثيرون اليها بملفات ترشيحيهم مواجهين خداع الادارة فتارة ترفض بعض المراكز ترخيصات بعينها لانها لا تتوفر على توقيع النائب و اخرون يطالبون المترشحين بوثائق لا معنى لها و كل ذلك يفرض على المترشح التنقل بين المصالح في هذا الحر و تحت ضغط شهر رمضان الابرك،و في النهاية سيكون هناك انتقاء أولي يتم من خلاله اقصاء ثلة من الاولين و قبول قليل من الاخرين ، ويضيع جهود البعض هباءا منثورا و هنا من حقنا ان نتساءل لما لا يتم فتح المجال اما كل من تقدم بطلبه لأن العدد لن يكون كبيرا بالمقارنة مع مباراة المراكز العادية لما لا يتم فتح المجال لكل من اجهد وكد حتى يكون هناك تكافؤ للفرص بدل الاقصاء و الاحتقار و الاصرار على تعذيب المترشحين الذين اتوا من مناطق بعيدة كلهم أمل لعلهم يتركون مشاكل الفرعيات و المجموعات و يفتحون صفحات جديدة .
لكن الوزارة لم تكتفي بهذا التعذيب الجماعي الممنهج في هذا الجو الحار و اجواء الصيام فقد تم اصدار مذكرة تنظيم الامتحان المهني و التي تتطلب تأشير المدير ،مع العلم أن هذه الفعلة الشنيعة ليست بغريبة على الوزارة فقد فعلت نفس الامر السنة الفارطة ،كيف يعقل أن يرجع الاستاذ لمئات أو حتى الالاف الكلومترات من أجل تعبئة مطبوع بئيس ، ناهيك عن البحث عن المدير وايجاده قبل ان يوقع المدراء محضر الخروج هم ايضا .ان هذا حقا هو استهتار و عدم احترام للاساتذة ولا لطموحاتهم فهذا ان دل على شيء انما يدل على ان الوزارة تريد أن تقصي أكبر عدد ممكن حيث أن الاكراهات السابق ذكرها كفيلة بان يتقاعس عدد كبير من الاساتذة عن الترشح لاجتياز الامتحان المهني أو مباراة الادارة تلك ، انها بصراحة قمة الخبث و المكر .
لنعد الى موضوع مباراة الادارة التربوية التي تندرج - حسب اخر الاخبار الغيرالرسمية - ضمن مخطط تجريبي لتكوين اطر ادارية بتكوين جديد فحري بنا كمتتبعين أن نطرح السؤال التالي لما تم الاعلان عن هذه المباراة في هذا التوقيت بالذات فاضافة الى الاسباب التي ذكرناها لا بد ان نستحضر سياق المعارك التي تخوضها الوزارة ضد رجال التعليم عموما خاصة انها لازالة تضمد جروحها من معارك المجازين و اصرارها على حرمان رجال التعليم من اجتياز مباريات تاهيل أطر التدريس بدون وجه حق و سعيها لترسيم هذا الحرمان كسنة خبيثة للسنوات الموالية و بالتالي القضاء على مفهوم تغيير الاطار .لذلك فمباراة الادارة ما هي الى مباراة ممسوخة لإسكات أفواه المجازين ، و هي ايضا دعاية ضد كل من ادعى ان الوزارة تحرم الاساتذة من التقدم و تغير الاطار ، شخصيا لا اعرف لما كل هذا لاعداء لرجال التعليم فكل هذه الحيل التي ترنو تصعيب الامور على رجل التعليم ما هي الا حيل فاشلة لأن رجال التعليم اليوم هم تحت ضغط شديد لن يؤدي الا للانفجار فمن الحركة 'الالتحاقية '' التي خيبت امال الجميع ممن يرجون تغيير 'العتبة '' الى المواجهات الدموية التي قادتها الوزارة ضد حملة الشواهد الى منع ترخيص اجتياز الاساتذة للشق الشفوي السنة الماضية و الكثير من الامثلة.
ان هذه الحماقات التي تمارسها الوزارة في حق رجال التعليم سيكون لها لا محالة وقع غير جيد على مردودية الاستاذ داخل القسم لكون هذا الاخير سيشعر باحتقار كبير ،و بخيبات الامل المتراكمة التي تقود البعض الى الاكتئاب و البعض الاخر الى اليأس . مع العلم أن العملية التعليمية التعلمية تنبني على قاعدة مهمة هي الصحة النفسية للمتعلم و الاستاذ . ألم يحن الوقت أن تعرف الوزارة ككل أن هؤلاء الاساتذة ليسوا اعداءا بل هم موظفون و اطر تابعون الى وزراة التربية الوطنية ، و ان احساسهم بأن الوزارة الى جانبهم هو حل للكثير من المشاكل التي يتربص بها القطاع ، فما العيب لو تم فتح أسلاك في علوم التربية للحصول على الماستر و الدكتوراه تكون خاصة للأساتذة و يتم التكوين فيها عن بعد لمن اراد و من خلالها يتم تكوين اساتذة مكونين و اطر تربوية و ادارية ذات كفاءة كبيرة ، انه من العار اليوم ان تجد أن دبلومات المراكز لا فائدة منها اللهم الا ان تجعلها زينة للمنزل أو لملف الوثائق التربوية تتذكر بها ايام التدريب بالمركز لما لا يكون هذا الدبلوم بابا من ابواب متابعة الدراسة ، و شهادة يعتد بها تتيح على الاقل لصاحبها الاعفاء من الانتقاء في مباريات المراكز على غرار اهل المسالك الجامعية للتربية و التكوين التي كلما صدرت وشحت بتلك الكلمة البئيسة " لغير الموظفين' التي اصبحت امرا عاديا
0 تعليقات
المرجو عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.