اخر الأخبار

;

وفاة أستاذ داخل نيابة جرادة تؤجج غضب الشغيلة التعليمية

لفظ أستاذ أنفاسه الأخيرة، في حدود الساعة الثالثة من مساء الخميس الماضي، إثر أزمة قلبية ألمت به داخل قاعة الانتظار بمصالح الموارد البشرية بنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة، ونقل إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي جثة هامدة.
الأستاذ المتوفى، الميلود مصباح، كان على مشارف التقاعد، حيث كان يبلغ من  العمر 57 سنة وسبق أن خضع لعملية جراحية على القلب، وكان يشتغل بمجموعة مدارس الفلاح بالعوينات عند مدخل مدينة جرادة المنجمية.
الهالك انتقل إلى مقر النيابة بعد أن خضع لفحص مضاد من طرف لجنة طبية رفقة أستاذين آخرين يشتغلان بنفس النيابة، أحدها مصاب بالسرطان والآخر يعاني من قصور كلوي ويخضع لحصص تصفية الدم، وخُيِّروا، طبقا للمذكرة الإطار، بين الإحالة على المعاش بسبب العجز أو استئناف العمل مع تقديم شواهد طبية.
وبعد جهد وصل الأستاذ المريض إلى مقر النيابة رفقة ابنه ثم صعد الأدراج حتى بلغ قاعة الانتظار طلبا لاستشارة رئيس مصلحة الموارد البشرية حول القرار الذي عليه اتخاذه في وضعيته. وبينما يسترد أنفاسه في قاعة الانتظار رمق أحد النقابيين المنتمين للنقابة المنخرط فيها، فقام للسلام عليه باحتضانه واستشارته وهي اللحظة التي فارق فيها الحياة متكئا على كتف محتضنه.
ووري جثمان الأستاذ الراحل الثرى، بعد ظهر الجمعة الماضي، بمقبرة لعوينات بجرادة، وسط أجواء حزينة واستياء عميق لرجال التعليم الذين شيعوه إلى مثواه الأخير، وتذمر من جحود المهنة التي كافأته، بعد 37 سنة من العمل، بوضعه أمام خيارين كلاهما صعب.
أحد الفاعلين النقابيين انتقد بشدة قرارات الإدارة القاسية رغم تعدد الحلول والطرق التي يمكن سلوكها في مثل هذه الحالات المرضية المزمنة والمستعصية، إذ كان الأستاذ الهالك نائب مدير المدرسة وكان بالإمكان السماح له بالاستمرار في مهمته ليقوم مقام المدير، أثناء غيابه، والذي يوجد لوحده بالمؤسسة التعليمية ويساعده في تنفيذ العديد من المهام بدل إرغامه على اختيار العمل داخل الفصل.
وأضاف المسؤول النقابي أن هناك مكتبات مغلقة وغياب أنشطة مدرسية كان من الأفضل إسنادها على هؤلاء الأساتذة الذين يعانون من مثل هذه الأمراض المزمنة، مع العلم أن هناك أساتذة شبان تم تفييضهم، وهو الوضع الذي يستوجب مراجعة وتدخلا للرفع من معاناة أساتذة أفنوا أعمارهم في خدمة الأجيال وتربيتهم دون ان تقدم لهم وزارتهم أدنى إشارة للاحترام والتقدير. 

عبدالقادر كتـــرة- يومية المساء

إرسال تعليق

0 تعليقات