في كل يوم أتأمل فرعيتي كأني فيلسوف تائه بين فضاء شاسع يمتح حد الرؤية و بين جدران متهالكة ، أتساءل من خطرت له فكرة بناء هذه المسماة وحدات مدرسية أو فرعيات فهي بناية لا تشبه أي مؤسسة تابعة للدولة اللهم سوى بعض نقط المراقبة التي يتم انشاؤها على الحدود لمراقبة الاعداء ،ولكن هذه المنشأة التي يمكن بين قوسين أن نقول انها تابعة للدولة لا تحتوى حتى على أدنى شروط العمل غياب المراحيض مثلا هو مشكل مؤرق لنا كأساتذة نخاف على هؤلاء الاطفال الذين هم أمانة في أعناقنا مادامو حاضرين وقت دوامنا .كم اتألم أحيانا و تلاميذي يأخذون الاذن مني للخروج لقضاء حاجتهم البيولوجية إنه الم ممزوج بخوف عليهم أن يكونوا فريسىة سهلة لذئب بشري و أنا في قسمي أقوم بواجبي مع باقي التلاميذ ، وما أكثر الذئاب التي ربما قد تتربص بهم .أتساءل في نفس الوقت لماذا لم يقم هؤلاء الذين صمموا هذي المدرسة بحذف هذه المنشأة الحيوية التي لا يمكن تخيل أي بناية بدونها هل يعتقدون أن من سيلج هذه المؤسسة هو انسان الى ليس لديه اي حاجة الى الذهاب لبيت الراحة كما يحلو للبعض ان يلقبه ،أليس لدينا و تلاميذنا كرامة نحفظها أمام المارة . تتكاثر الاسئلة في ذهني تقريبا كل يوم . ربما هي "حكرة" لرجال التعليم و تلاميذهم الفقراء، انها غرابة الموقف حقا ، أما الجدران المهترئة في قسمي و المتسخة من محاولات سابقة للتدفئة بحطب أو بأوراق أيام البرد القارس , تلك الجدران التي أعرف أن المفتش لن يغفل ملاحظته الشهيرة حول تزين القسم كأني أتلقى ميزانية من الوزارة للقيام بهذه المهمة لكن السادة المفتشين كعادتهم في البحث عن الاحراج و التعجيز لا بد أن يتطرقوا لها فهل أطالب التلاميذ أن يجمعوا بعض النقود لتزين القسم ، مذ‘االا اني أخاف أن أتهم بابتزاز المتعلمين و التربح من تلك الدريهمات التي يجمعونها وهي من التهم الجاهزة التي تجدها لدى الاباء و التي من الممكن أن تسمعها و انت في التاكسي او السوق أو أي تجمع لسكان القرية ، فالمعلم بعد أن كان مصدر العمل و الوعي و التوعية و العمل الجمعوي أصبح اليوم هو الذي تلتصق به كل التهم ,
ورغم كل ما سبق فاني لا اتوانى ان أقتطع من قوتي لمساعدة نلاميذي على التعلم و تزيين الفصل قصد تحويله من مكان أشبه بالسجن الى فضاء تربوي يشجع على الدرس و التحصيل ، أقف امام قسمي الذي حشر فيه مستويين كانه حافلة خارقة للقانون و محملة حمولة زائدة المشل هل أنا الذي لم امتلك عقلين ولسانين و ربما جسدين أم المشكل في من خطط ووضع نبشا يشبه نبش الدجاج أسموه كذبا و بهتانا تنظيما تربويا لكن المشكل اين هذا التنظيم أم هو مجرد توزيع لا يراعي لا ما هو تربوي و لا ما هو نفسي لا بالنسبة للمتعلم و لا بالنسبة للمعلم.
هذه حياتنا في الفرعيات التي هي جحور في الحقيقة تم انشاء معظمها تنفيذا لوعد انتخابي كاد يكون زائفا أو لمطلب القروين بتحقيق حلمهم في مدرسة تحمل اسم المنطقة ربما نكاية في قبيلة اخرى و ما الى ذلك من الاسباب و المسببات .
و هكذا تقبع هذه الصناديق على حد قول خشيشن بلا سور ولا حارس و لا حتى من ينظف غبار الاقسام الذي يتسلل تارة على متن اقدام التلاميذ أو يقتحم القاعة ممتطيا الريح عندما تهب بعض العواصف على المنطقة ،فيتعاون المتنعلمون الصغار و أنا معهم من أجل جل قسمنا مكانا نظيفا فلا مجال أن نكتفي بالتعليم و التعلم بل يجب أحيانا أن نتخطاه الى التنظيف و الترتيب نخرق في نفس الوقت قوانين تشغيل الاطفال التي تمنع هذا كله لكن اللهم خرق قانون حقوق الطفل أو أن نصاب نهاية السنة بالربو نتيجة تلك الذرات المتناثرة في القسم .
علىكل حال هكذا هي الحياة في فرعياتنا التي تقع في اعالى الجبال سيناريو يتكرر وطيلة السنة الى أن ينظر الله الينا بعينه الرحيمة و يخرجنا من الفرعية.
0 تعليقات
المرجو عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.