خلد المغرب ككل سنة اليوم الوطني لوقاية من حوادث السير و الموافق ليوم الثلاثاء 18 فبراير 2014 ، تغنت فيه التلفزات المغربية بالمجهودات التي تقوم بها الوزارة الوصية في هذا الخصوص. وذلك من خلال اخبار و تقارير و برامج مخصصة .
ان مشكل حوادث السير التي تحصد الارواح بالمغرب لا ينتج فقط عن العامل البشري الذي يتذرع به معظم المكلفين بالقطاع بل وحتى المواطن ذاته لكن هناك عوامل أكثر تأثيرا سنتطرق اليها في هذه الاسطر .
كلنا نمر كل يومن الطريق و نشاهد أمامنا أو نركب وسائل نقل أقل ما يقال عنها أنها متهالكة فكيف يعقل أن تسير شاحنة يرجع تاريخ تصنيعها الى الستينات أو السبعينات تنفث سحابة من الدخان نظرا لاهتراء محركها بفعل الزمن و الاستعمال الذي غالبا ما يكون قد بدا في أروبا و اكمل الباقي في المغرب ، انها شاحنات و سيارات و حافلات تنقل الملايين من الارواح يوميا و تقطع كيلومترات تشوه المنظر العام للبلد و تتسبب بأفضع الحوادث نظرا لضعف وسائل الحماية بها اما لقدمها أو لتهتكها ، ان مثل هذه المركبات يجب منعها منعا كليا و أن يفرض على كل من يريد الاستثمار في النقل أو استعمال وسيلة نقل استخدام مركبات حديثة وبطبيعة الحال يجب على الدولة المساعدة في ذلك من خلال تسهيل التعشير و التخفيض من مصاريفه الخيالية التي تساوي اضعاف ثمن السيارة خارج البلاد ، هذا ان كنا بالفعل نريد محاربة سببب هام من أسباب حوادث السير .
مشكل اخر هو قطع الغيار و التي تدخل في الحماية على الطرقات فلا يعقل أن تسمح الدولة بتداول اطارات و أجهزة حماية كالخوذات و الفرامل المصنعة في الصين ودول اسيا و التي تعرف بانعدام جودتها فهذه القطع غالبا ما يكون وجودها كعدمه لأن المواد المصنعة منها هي مواد رديئة و بالمناسبة هي منتشرة في محلات قطع غيار الدراجات و السيارات .
ولا يمكن أن نغفل أهم الاسباب الذي هو العنصر البشري الذي يعتبر فاعلا في الطريق اذ أن التكوين على مستوى مدارس السياقة هو تكوين رديء و لا يخصع لمراقبة جدية و التكوين في هذا المجال هو الاساس . يجب وضع برنامج محدد يتم فيه التطرق لكل ماهو مهم و ضروري سواء من حيث السلامة الميكانيكية للمركبات و المعرفة الطرقية و الوقاية و الاسعافات الاولية و بطرق علمية ديداكتيكية مدروسة لا أن يتم ترك المجال لبعض الشركات لاحتكار معرفة ضرورية لكل مستعملي الطريق من خلال أقراص مدمجة تجارية تهدف للربح فقط ، بل يجب على الوزارة اصدار كتاب شبيه بالكتب المدرسية يتضمن كل المعلومات الهامة و الخاصة بالسياقة و استعمال الطريق لكل صنف و أن تحرس على اتمامه حيت يكون المتكون في نهاية المطاف قد تعرف على كل النقط المهمة بل و يكون مرجعا لكل مستعملي الطريق حيث يتضمن نقاطا قانونية و ميكانيكية و طبية و كلما يخص السلامة الطرقية .فلا نستغرب أن يحصل البعض على رخصة السياقة و هو لازال يشتكي نقص حاد في المعلومات حيث أن بعض المدارس تعتمدأن يحفظ المتدرب سلاسل الوضعيات و بالتالي يصبح مجرد الة لا غير .
لابد أيضا أن نشير الى ان حالة بعض الطرق في بلادنا أو جلها لا تبعث السرور في النفس لكن المشكل الذي يتسبب في الحقيقة في حوادث خطيرة و لهذا يجب اعادة النظر فيها و الضرب بيد من حديد على من يريد الربح السريع بالغش في بناء الطرقات .
اما الداء الذي لا يقل خطورة مما سبق هو داء الرشوة على الطرقات و المسئولون في البلاد يعرفون ما المقصود و مدى خطورة الامر فكيف يعقل لموظفين محدودي الدخل ينتمون لجهاز امني ان يتوفرو على سيارات خاصة بهم و حسابات بنكية منفوخة لا علاقة لها بما بتقاضونه برواتبهم النظامية ، وكيف تمر شاحنا و سيارات أجرة خارقة القانون و بالتحميل الزائد والسرعة و الى غير ذلك ولكن تجد العون يقف على ناصية الطريق مبتسما يرد التحية على هؤلاء كأنهم من باقي أصدقائه و الاملة كثيرة لا تحتاج الى الشيء الكثير لتكون مشروحة .
كخلاصة ان المغرب اذا أراد محاربة حوادث السير و التراجع على المستويات العالمية في هذه الافة وجب عليه أن يعيد النظر في هذه الامور التي سبق ذكرها,وبجدية وصرامة وستكون النتيجةحسنة باذن الله .
0 تعليقات
المرجو عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.