اخر الأخبار

;

أي تربية وأي التكوين وأي إدماج مهني للأشخاص المعاقين ببلادنا

إذا استعرضنا تاريخيا موقف وأسلوب معاملة المجتمع للأفراد المعاقين لوجدنا أنماطا قد تختلف في الدرجة ولكنها تتشابه في سلبية هذه الأنماط واتجاهات المجتمع نحو الفرد المعاق بل ومن الثابت تاريخيا أن هذه الإتجاهات كانت تتميز بالدونية والنبذ بل وقد سجل التاريخ في بعض العصور أن المجتمع كان يحكم على الفرد المعاق بالإعدام أو الخلاص منه بعزله في سجون أو معتقلات خاصة.
وبالرغم من أن هذه الأنماط من الأساليب اللإنسانية قد اختفت تماما فإننا لازلنا نجد أن هناك ثلاث مستويات من الممارسات في معاملة المجتمع للأفراد المعاقين .
1 - العزل.
2- اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية يعيشون على هامش المجتمع.
3- المشاركة والمساواة في التمتع بالحقوق التي يتمتع بها كافة المواطنين وهو الإتجاه الحديث في معالجة مشكلة الإعاقة والذي أكدته السنة الدولية للمعاقين.

والواقع أن الخطوات الرئيسية الواجب اتخاذها من طرف الحكومة لكي تضمن حصول المعاق على حقوقه باعتباره مواطنا وإنسانا قبل أن يكون معاقا وله من الحقوق ما للمواطن العادي ،هي خطوات هامة ذات طبيعة اجتماعية قبل كل شئ.
فالاحتياجات الصحية والتعليمية للفرد المعاق هي احتياجات أساسية ملحة ولكنها تصبح حتى في أحسن صورها قليلة الفعالية إذا كانت في إطار مجتمع فشل في تقبل المعاق كمواطن يتمتع بالمساواة في الحقوق كفرد من أفراد المجتمع.
وتختلف درجة ومظهر الاتجاهات السلبية نحو المعاقين حسب نوع الإعاقة وتقافة المجتمع ومستوى تعليم أفراده ومدى وعيهم بأسباب وأعراض ومظاهر وطبيعة الإعاقة.
أما فيما يتعلق بكون الأشخاص المعاقين أناسا عاجزين عن العمل بات اليوم اعتقادا محصورا لدى قلة قليلة من الأشخاص. وعلى العكس من ذلك، نجد كذلك أن القلة منهم فقط تتمكن، بعد مهلة تفكير، من ذكر أكثر من خمس أو ست من المهن التي يمكن لهؤلاء ولوجها، من غير المهن التقليدية مثل عامل المقسم الهاتفي.
إن هذا الجهل السائد لدى عامة الناس بخصوص القدرات المهنية للمعاقين يبعث على الأسف لكنه، وبصراحة، يصبح ضارا بوضعية هؤلاء عندما نجده متفشيا في الأوساط الإدارية ولدى أرباب المقاولات ورؤساء مصالح المستخدمين.
أما في بلادنا وعلى سبيل المثال المكفوفين بالولادة، وأكثر من ذلك الذين يفقدون حاسة البصر في سن البلوغ، يجدون صعوبات جمة في تطوير قدراتهم على العمل والسعي إلى مزاولة مهنة تتطابق فعليا مع تكوينهم الأولي ومع طموحاتهم.
*الرئيس المؤسس لفضاء الحياة للتأهيل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات